أصدقاء القصة السورية  

الصفحة الرئيسية / خريطة الموقع / بحث / ضيوفنا / الكاتب / سجل الزوار / الثورة السورية 2011

 

 

 

 / أغاني وأشعار لآية / أعياد ميلاد آية / صور آية / الكتاب الذهبي

الرواية / القصة / المسرح / الشعر / الخاطرة / أدب الرسائل / المقالة / حكايات آية

 

facebook حكايات آية في

facebook صفحة محبي آية في

facebook جديد آية في

facebook آية الصوفي في

   

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 13-12-10

 

 

سفر

 

لقراءة التعليقات

 
 

 

 

 

 

سفر

 

 

تفتيش وحقائب وجوازات سفر

الحمد لله يلي فقت من النوم ولقيت الماما جنبي... وإلا كان طق عقلي وحسبت انو شايفي شي منام... يعني هالبيت ما هو البيت يلي متعودة استيقظ فيه... وهالوجوه ما هي الوجوه يلي بتصبح فيها... وهالروايح الحلوة للزهور... لأول مرة بشمها... وهالأصوات شي جديد عليي... أولكن هادا هو السفر ؟.

 

أما البابا... فهاي أول مرة بحياتي بفيق وما بلاقيه جنبي... وآخر مرة بتذكر شفتو فيها مبارحه بالمطار، عمال ياخد صور لألي والماما... كنت فاطسة من التعب، والظاهر نمت وما شفتو وهو عمال يودعني ويودع الماما... هيك أحسن... بقولوا انو الوداع ما حلو بالمرة... وبعدين في أحلى من انو الواحد ينام ويفيق ويلاقي حالو بمكان تاني !... مكان تاني وين يعني ؟... في بيت جدي بحمص.

 

بس بالكن أنا وصلت لهون هيك بهالبساطة... ما بدكن اياني احكيلكن حكاية سفري لحمص من الطقطق للسلام عليكن... وإلا بالكن إذا سافرت ترتاحوا مني ومن حكاياتي... بس أكيد في هالرحلة شي كتير  ينحكى عنو... لأنو ومن كتر ماني محظوظة، ما مرت هيك بدون معاناة وحوادث وتعب... اكتر الكل للماما الله يعينها ويسلمها.

 

مطار جنيف البارحة كان هادي اكتر من بقية الأيام، رغم كل الحكي يلي قيل عن آيسلندا وبركانها وغيمتها السودة وتأخير الطيارات من شانها... بجوز لأنن عملوا تحديثات كتيرة وجديدة خلال العام الماضي، ليتحاشوا أي ازدحام يمكن يحصل للمسافرين، بعد ما ركبوا أجهزة الفحص والتفتيش الجديدة، وعملوا عدة منافذ للخروج بدل الواحدة القديمة... لتسهل مرور أكبر عدد من المسافرين بوقت واحد... هادا طبعاً مع وجود منفذ مستقل لرجال الأعمال وكبار السن والحوامل والبيبيات متلي !؟.

 

بالإضافة لجيش من المساعدات والمساعدين، يلي كانوا منتشرين كتير وبشكل ملفت للنظر بالقرب من هالبوابات... مع عدد من رجال الأمن... حتى انو وحدة من المساعدات، عرضت علينا انو تاخد لنا صورة جماعية !؟... الظاهر ما في عندها شغل كتير، وحبت تتطوع لتعمل شي مفيد ومريح للمسافرين !... الله يعطيها العافية... لأنها بعد ما اخدت لنا الصورة ما حبت تتصور معنا -متل ما طلبت الماما-  وردت بلطف، أنها لا تستطيع ذلك أثناء عملها !؟.

 

وإلا لكنت فرجيتكن عليها... بس ما تتوقعوا تلاقوا وحدة سويسرية بيضة وشقرة، لا... هدول صاروا عملة نادرة في سويسرا، بعد ما طافت بالمهاجرين واللاجئين وأولادن وأولاد أولان، يعني الجيل الثالث والرابع منن وهني سويسريين من أصول عدة من العالم... يعني كوكتيل حلو فيه من كل الأجناس والألوان !؟.

 

وهيك صار... دخلنا من بوابة مخصصة لبيبيات والحمد لله ما عليها زحمة... بعد ما كنا قد سلمنا الحقائب واخدنا بطاقات الصعود للطائرة... وبما انو البابا متعود على السفر، ما نسي انو يحط بطاقات صغيرة على كل حقيبة وعليها أسمائنا وعنواننا ورقم الهاتف للطوارئ، وكنا كتير مروقين ومرتاحين لأنو هالمراحل كانت ميسرة خاصة بانو المضيفة يلي كانت على الميزان، ما حاسبت البابا على الوزن الزائد واختارت لنا مكان مريح، ويناسبنا لهالرحلة الطويلة.

 

متل ما بتعرفوا سفرة متل هاي تحتاج لعربة خفيفة وعملية -يعني سهلة الاستخدام- للأطفال متلي... ومع هالعربة بحتاج لحقيبة صغيرة خاصة بأغراضي الخاصة، متل الحفاضات والمحارم الرطبة والكريمات وزجاجات الحليب... وبودرة الحليب الخ... وليش ما شوية ألعاب كمان، وكانت الماما خايفة انو ما يسمحوا لها بإدخال هالمواد في الحقيبة، لأنو في المرات الماضية كان ممنوع حمل حتى العطور أو مواد التجميل، والصعود بها إلى الطائرة !؟.

 

بس يلي طمئنها انو سمحوا للبابا بالدخول معنا، ومرافقتنا حتى بوابة الصعود للطائرة... وكانت المفاجأة الحلوة أنهم لم يدققوا أبداً في أي من الحقائب الصغيرة يلي كانت حاملتها... وعلى ما يبدو أنهم طوروا أجهزة حساسة وخاصة للكشف عن المواد الممنوعة... ولهذا لم تتعرض هذه الحقائب الصغيرة إلا للأشعة... ونحني للتصوير والتفتيش !؟.

آية الصوفي جنيف في 24/04/2010

 

هيك صار عندنا وقت كتير...لأنو كل أمورنا كانت ميسرة وسهلة، وما أخدت وقت كتير معنا... وصار بإمكاننا انو نفتل شوي بين المحلات الكتيرة المخصصة لبيع الألبسة والعطور والساعات والشوكولاته السويسرية المشهورة، وبأسعار خالية من الضريبة... لأننا صرنا خارج البلاد !؟... بس يلي زعلني اكتر الكل هو بقاء أخي عادل في الخارج، لأنن ما سمحولوا يجي معنا... وما قدر يبقى معي لحتى سافر، ليصورني ويودعني، وحط الحق على البابا لأنو استعجل بالدخول.

 

بس يلي لبك البابا شوي، هو مجيء إحدى المساعدات -بعد ما شافتني وشافت الماما- وطلبت منا التوجه للمدخل الخاص بنا... من شان ما نستنا بالطوابير... وما شاف حالو إلا وصار جوا... كان بس بدو يطمن عليي وعلى الماما ويوصلنا لباب الطائرة... وهيك نسي أخي عادل... ولما فطن فيه، عرف انو كان زعلان منو !... وأنا كمان زعلت من البابا... يعني بصير ودع أخي من بعيد وعلى التلفون ؟.

آية الصوفي جنيف في 25/04/2010

 

ليش العربي بيتغير سلوكو لما بغير البلد يلي عايش فيه ؟.

يا ترى ليش العربي لما بيكون في أوربا... بكون مهذب ومحترم ومخلص لعمله ؟... ولما بصير ببلدو، بيتحول لانتهازي، ومتكبر... ويفقد شهامتو وأخلاقو، وإنسانيتو، وبيصير ينظر لأهل بلدو وكأنهم رؤوس أغنام !؟.

 

يعني شو بصيب الإنسان العربي المتعلم والمثقف المقيم في بلاد الغربة... ليتحول من طبيب ماهر... ومهندس بارع... أو صحفي وفنان مبدع... أو رجل أعمال ناجح... أو حتى عامل بسيط يكسب قوته من عرق جبينه الخ... إلى وحش كاسر فاقد للرحمة والإنسانية، لمجر أن يحط قدميه على أرض الوطن !؟.

 

هالسؤال طرحه البابا على نفسه من سنين كتيره... ورغم كل الحجج يلي كان يتحجج فيها هالمتعلم والمثقف العربي والمحترم، حول حرمانه في بلده من تكافئ الفرص، ومن الضمان الصحي والاجتماعي وقلة الدخل الذي لا يتناسب مع دراسته واختصاصه الخ... لم يجد عذراً واحداً له، يبرر فقدانه لإنسانيته وشرف مهنته وأخلاقه !؟.

 

يعني شو ذنبو المواطن المسكين ليدفع تمن تقصير الدولة مع هؤلاء المتعلمين المثقفين حملة الشهادات والكفاءات العالية... وشعلة التقدم والحرية والرخاء التي يدعون حملها... ويتباهون بها !؟... ليصبح كبش فداء لها... وبقرة حلوب لهم، يستمتعون بتصفية جيوبه ومدخراته في عيادات ومستشفيات ومخابر وفنادق فخمة... هذا عدا الفلل الفاخرة والشاليهات المقامة في الجبال أو المطلة على البحر !؟.

 

يعني بين ليلة وضحاها يتحول هذا المغترب المتعلم والمثقف القادم من الغرب من موظف مهذب وبسيط في الشركات الغربية... يادوب يحصل مصاريفه ومصاريف أولاده ودفع ضرائبه... إلى مستثمر ورجل أعمال ناجح في بلده... يملك رقاب الناس ومصيرهم ولا من حسيب ولا من رقيب !؟.

 

أكيد هالشي ما بينطبق على كل الناس... ولكل قاعدة شواذها... والدنيا ما بتخلى من المخلصين لدينهم وعلمهم وثقافتهم وأخلاقهم... وإلا لو خليت لخربت متل ما بقول المتل... وأكيد لغضب البابا سبب خلاه يتضايق ويتساءل عن هالسر العجيب يلي بخلي الإنسان العربي مهما كان مركزه، يتخلى عن أخلاقه لمجرد أن يغير البلد الذي يقيم به، وكأنه ثوب يغيره متى شاء وفي أي وقت يشاء !؟.

 

ومنشان ما فوتكن وفوت حالي بالحيط... وأنا عمال انتقل معكن من سيرة لتانية...راح اعمل "فلاش باك" وارجع معكن للحظة وصولي مع البابا والماما لبوابة الخروج والصعود للطيارة والاستعداد للسفر.

 

أخيراً وصلت الطيارة

شي حلو انو شوف لأول مرة بحياتي هالطير الضخم يلي وقف على بعد خطوات من البوابة... والماما كانت كتير فرحانة انو تتصور معي والطيارة من ورانا... خاصة وانو البابا معنا وكل أمورنا كانت ميسرة... وهيك بيطمن علينا قبل ما يتركنا ويرجع على البيت.

 

لحظات من وصول الطيارة وخروج المسافرين منها... اجى موظف مسئول عن الرحلة، وطلب من البابا انو يشيلني ويطبق العربة ويسلمها له... وأعطاه بطاقة صفراء لاستردادها عند وصولنا إلى المطار... بعد شوي اجا موظف تاني وطلب من البابا انو يسلمو حقائب اليد من شان يرافقني والماما لداخل الطائرة، قبل ما يصعدوا المسافرين... طبعا كل هالتعليمات بتكون مبرمجة وجاهزة قبل بوقت من شركة الطيران منشان راحتنا... يا سلام على التهذيب والرقي !؟.

 

بعد خمس ساعات طيران كنت والماما كتير مرتاحين بهالسفرة لانو الطيارة ما كان فيها مسافرين كتير... على غير ما توقعنا... بجوز لانو موسم السياحة وعودة المغتربين ما بلش... ووصلنا مطار عمان في الأردن... ويادوب صرنا بالمطار... يعني أرض عربية... تغير سلوك الموظفين يلي كانوا في الطيارة... من ناس طيبين والابتسامة لا تفارق وجوههم الجميلة... إلى أصنام خشنه لا تجيب على أي سؤال أو استفسار وصار مبدأ دبر راسك براسك هو الغالب !؟.

 

كان من الضروري للماما انو تقدر تحصل على عربيتي منشان تحطني فيها... وتحصل على مساعدة من الموظفين الكثر يلي معبايين المطار... ويلي مالن شغلي غير يزوروا بالناس ويمحصوا فين !؟... بس ما في نتيجه بالمرة... عربتي ضاعت واختفت والناس يلي كانوا معنا بالطيارة صاروا متل قطيع الأغنام ما شاطرين غير بالتدفيش... والماما وقفت حيرانة ومتل الضايعة... وما بتعرف بمين بدها تستنجد... لأنو لازم تشيلني وتشيل حقيبتي وحقيبتها وتبحث عن بوابة الصعود للطائرة المغادرة لدمشق !؟.

 

البابا اختار شركة طيران عربية منشان يسهل سفري والماما وما يصير تعقيدات وسوء تفاهم تتعلق باللغة... لأنو العادة انو تسافر الماما على شركة الخطوط السويسرية النمساوية، لأن الطيران السوري ممنوع يوصل لجنيف... والبابا ظن بانو عامل منيح وموضوع اللغة ومشاكلها انحلت باختيار شركة طيران عربية !؟.

 

ومالو خبر انو رايح يصيروا خرسان ويفقدوا ألسنتن وقلوبن بالمطار... وبانو راح يضيعوا عربيتي... وما نلاقي حدا منن يساعدنا... بس الله كريم، وبعتلنا وحدة أجنبية وما بتحكي عربي (بس قلبها مانو اخرس) كانت معنا بالطيارة، وصارت تحكي مع الماما بالإشارة... وأخذت الحقائب منها، وساعدتنا لنوصل لبوابة الطيارة الذاهبة للشام !؟.. أولكن شو لازم قول ؟... غير يا عيب الشوم !؟.

 

أكيد هالشي ما بكون صار معي لوحدي... وانو كتير منكن بكون مر بهيك موقف وهيك ظرف... وبياخد الأمر بدعابة وروح مرحة... وبيمرق قدر ما بيقدر من هالصور البشعة يلي بشوفها... يعني بساهم بصمتو في خدمة الوطن الجريح... الجريح في أخلاقه... الجريح في كرامته... الجريح في دينه... من شان ما يتهموه بالخيانة... لأنو الخيانة في هالزمن... هو الكشف عن العيوب... وليس سرقة الضمائر والجيوب... وإلا إلكن رأي تاني !؟.

آية الصوفي جنيف في 25/04/2010

 

أخيراً وصلنا مطار الشام

في النهاية... نحني وصلنا مطار الشام في الليل، ولقينا خالو عمال يستنانا... كان قلبو عمال يغلي شوي علينا... لأنو طيارتنا وصلت من شي ساعة ونحني لسانا جوا... الماما كانت عمال تعمل محضر لفقدان عربيتي !؟.

 

البابا شاف انو موضوع هالعرباي لازم تنساه الماما... لأنو صار تافه بالنسبة لألو... ولا يستحق أن يتابع... وراح يكون فوران دم على الفاضي... لأنو بيعرف الروتين عنا، وبيعرف مستوى شركات الطيران العربية في الخدمة، وبيعرف بأنو راح تكلفه تلفونات ومواصلات وسفر بين حمص والشام اكتر من ثمنها... وبالأخير العربة ما عاد إلها لزوم... لأنو البابا اشتراها خصيصا من شان تحملني وأتنقل فيها بالمطار... شو الفائدة منها بعد ما وصلت لسوريا، وفيها مين يشيلني بدلاً منها ؟.

 

هالحادثة ذكرت البابا بحادثه مشابه صارت مع الماما لما اجت لأول مرة لجنيف على شركة الطيران النمساوية... وصار معها نفس الشي... يعني وصلت قبل حقيبتها يلي سافرت بطيارة تانيه... الظاهر الماما محظوظة بضياع أغراضها بالمطارات... بس هي بتقول بجوز عمال بحسد حالي كتير... لاني بكون مبسوطة وفرحانة، لأنو سفري كان سهل وما لقيت عراقيل... وفجأة بتطلعلي مشكلة ماني حاسبي إلها حساب !؟.

 

بس الفرق بين الحادثتين... أنو الشركة قامت بإرسال حقائبها -مع شركة نقل خاصة- تاني يوم للبيت... مع رسالة اعتذار وتأسف... وما تطلب الأمر لا تلفونات ولا واسطات ولا سفر من بلد لتاني !؟.

 

يعني شو بيصير إذا احترمت شركات الطيران العربية القوانين الدولية في النقل، ويلي موقعة عليها وبتلزمها بنفس المعاملة... يعني القوانين يلي بتنظم السفر، منسوخة طبق الأصل عن مثيلاتها الأوروبية... شو يلي بخلي هالقوانين تتنفذ عندن ولا يمكن تنفيذها عندنا !؟... وإلا القائمين على التنفيذ عمال يلطشوا الأموال المخصصة لها الشي... طالما مافي حدا عمال يعترض ومافي مين يسأل ويحاسب !؟.

 

معقول تكون الرقابة والخوف من تحمل المسئولية هني السبب وراء هالفوضى يلي حصلت بعد انفجار بركان آيسلندا... يعني الديمقراطية وسلطة القانون ألن مساوئ كمان !؟.

آية الصوفي جنيف في 27/04/2010

لقراءة الحكاية 12 مع التعليق على الفيس بوك

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

         

إضافة تعليق

الصفحة الرئيسية | الرواية | القصة | المسرح | الشعر | الخاطرة | أدب الرسائل | المقالة | حكايات آية

للاتصال بنا

Genève - Suisse جنيف - سويسرا © 2020 Almouhytte حقوق النشر محفوظة لموقع المحيط للأدب