يحيى سويسرا - جنيف تم التعليق في 26/03/2005
– القصة العربية
شكرا أخي صبري على ملاحظاتك ولكن عتابك على الكمبيوتر
وبرنامج التصحيح في برنامج أوفيس الذي يضعك في حيرة ويبدل لك كلماتك على
كيفة بحيث تصبح تشك بنفسك وبمقدرتك على الكتابة الصحيحة.؟...الله يرحم أيام
الورق وأقلام (البك) الرخيصة التي ما إن تنتهي منها حتى تجد حدبة صغيرة
ملونة بالأزرق قد التصقت في طرف إصبعك من كثرة الكتابة ؟.... على كل إنها
إحدى عيوب النشر الالكتروني بحيث إنها لا تتربص بأخطائك فقط بل تجعل من
نصوصك تشبه حكاية في جريدة محلية فلا ينتبه القارئ إلى بلاغة النص ولا إلى
صوره ورموزه وتحليلاته.
إقراء معي هذه العبارة البسيطة (وبأن
اليوم السابع من الأسبوع هو اليوم الضائع من حياتها والذي كان عليها أن
تسترده لتتربع به على عرش السكون وترتاح) وتفحص المعنى والتصوير البليغ الذي شبه اليوم السابع من حياتها
وكأنه يوم ضائع عليها أن تسترده بعد تعب الأيام الستة التي كافحت لبناء
حياتها فيها ؟... حق يشبه حق الخالق سبحانه وتعالى على استراحته فيه بعد
خلق الكون.
والرمز المقصود في هذا المعنى بان لكل منا يوم سابع يستحقه لكي ينال
جزاء عمله وتضحيته في الأيام الستة التي سبقته وبأنه مقدس قدسية خلق هذا
الكون.
أو إذا أحببت تعال لنقرا التالي (ولكي
لا يفهم صمتها على انه استسلام من له دين عليها بادرت في عناقه بحرارة وشوق
وهي تلتصق به متكورة في حضنه كجنين لم يغادر رحم أمه بعد) هل هناك أجمل من هذا التعبير والتصوير الذي يشبه تكورها في حضنه
كجنين لم يغادر رحم أمه بعد.
انه بمثابة إعلان بان أيامها الستة التي
قضتها تبني حياتها بعيدة عنه مع شخص آخر وفي فراش رجل آخر لم يفقدها
عذريتها ولا طهارتها ولا براءة تفكيرها لان الأمر يتجاوز حدود الجسد
المستهلك إلى الروح الأبدية التي لا تكبر ولا تشيخ.
هذا إلى عشرات الرموز الصغيرة التي تعبر بطريقة أو بأخرى عن نوع
العلاقة التي ربطتها به والتي تختصر عشرات من الصفحات وتؤدي كل منها دورها
فيها.
وعلى هذا يا صديقي أنا لست قاص اكتب للتسلية أنا اكتب أدبا وهذا
الأدب يشبه إذا أحببت عمل المهندس المعماري الذي يرسم لك المدن بكل
تفاصيلها وطرقاتها وجسورها وحدائقها وأشجارها، فيجعلك تشعر وأنت تنظر إليها
وكأنها جنة صغيرة تحبو فوق الأرض بكل جلالها... فلا يعرف إذا ما وضع شلال
ماء هنا لماذا وضعه ولا إذا ما أضاف شجرة هناك لماذا أضافها ولا يهمه إذا
ما رسم مجموعة طيور تحلق في الأفق في زاوية ما أو أضاف شمس مشرقة في أخرى
كيف يمكن تنفيذ ذلك ؟... انه يخط ويرسم شكلا عاما متوازنا ومؤثرا والباقي
يتركه لذوي الاختصاص من المهندسين للتنفيذ (أي القراء للفهم).
طبعا هذه فذلكة وبعض من شطحات الخيال التي عرفت بها... ولكن أنت
توافقني وبلا شك بأنك قد تقرأ كتاب من مئة صفحة، ولا تجد فيه صورة بلاغية
واحدة تكفي وتعبر عن المعنى، وهذا هو مفتاح وسر الكتابة في الأدب ؟ أم أن لك
رأي آخر.
مع كل المودة يحيى الصوفي |